❞ كتاب قراءة في  ( الحكم بغير ما أنزل الله ـ أحكامه وأحواله ) للشيخ / عبد الرحمن المحمود ❝  ⏤ محمد جلال القصاص

❞ كتاب قراءة في ( الحكم بغير ما أنزل الله ـ أحكامه وأحواله ) للشيخ / عبد الرحمن المحمود ❝ ⏤ محمد جلال القصاص

يُعتبر الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أكبرَ مُخرجاً من الملّة في حالات معينة، وقد يكون كفراً أصغرَ في حالات أخرى، ومن الحالات التي يُعتبر فيها الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أكبرَ أن يُشرّعَ الحاكم شرائع لم ينزلها الله، ولم يأذن بها، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ).

فالله وحدَه هو صاحب الحق في التشريع، فمن نازعه هذا الحق فقد أشرك، كما يُعتبر الحكم بغير ما أنزل كفراً إذا اعتقد الحاكم بعدم أحقية حكم الله، وما جاء به نبيه، وجحد به، كما يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفراً إذا ساوى الحاكم بينه وبين حكم الله، أو فضّل بعضه، أو كلّه على حكم الله، أو جوّز الحكم بغير ما أنزل الله معتقداً أنّه له الخيار في الأخذ بحكم الله، أو تركه، ويكون الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أصغرَ، أو معصيةً كبيرةً إذا كان الحكم اتباعاً للهوى، مع اعتقاد الحاكم بغير ما أنزل الله أنّ الحق في شريعة الله وحكمه، وأنّ الواجب تطبيقها، والاحتكام إليها دون غيرها من الشرائع الوضعية، وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة، وما روي عن ابن عباس ومجاهد.

ترك الحكم بما أنزل الله
وصف الله جلّ وعلا في كتابه العزيز من لم يحكم بما أنزله من الشرائع والأحكام بأنّه من الكافرين، كما وصفهم كذلك بالظالمين، ثمّ الفاسقين، وقد اختلف المفسرون في تلك الأوصاف، فذهب بعض السلف إلى أنّها نزلت في أهل الكتاب، وقال آخرون بأنّها نزلت في عموم المخاطبين، ذلك أنّ العبرةَ بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب، وقيل كذلك إنّ مَن أنكر حكم الله، وجحده فهو كافر، بينما من اعتقد أنّه الحق، ولم يحكم به فهو ظالم، وأمّا من جهل حكم الله، وحكم بضده فهو فاسق، وذكر الألوسي أنّ أوصاف الكفر، والظلم، والفسق لا تخص أهل الكتاب فقط، وإنّما هي على العموم، وجاءت بحسب اختلاف سياق الآيات، فقد وصف أهل الكتاب بالكفر، بسبب أنّهم أنكروا حكم الله، ثمّ وُصِفوا بالظلم، لأنّهم وضعوا حكم الله في غير موضعه، ثمّ وُصِفوا بالفسق، لأنّهم خرجوا عن حكم الله تعالى.

مظاهر الحكم بغير ما أنزل الله
من المظاهر التي تدلّ على الحكم بغير ما أنزل الله نذكر:

إلغاء دور المحاكم الشرعية، أو حصر صلاحياتها ومهامها في الأمور المدنية فقط، مثل الزواج، والميراث، وغير ذلك.

تنحية الشريعة الإسلامية عن الحكم، واستبدالها بالقوانين الوضعية، أو جعلها مصدراً ثانوياً للتشريع، أو الاعتقاد بأولويتها في التشريع مع إجازة الاعتماد على غيرها، أو طرح أحكام الشريعة على الاستفتاء، مما يعني جواز رفض بعض أحكامها بزعم تبني رأي الأغلبية.

فكثيرا ما كنت أعرض لما عرض له شارح العقيدة الطحاوية من مسائل وقضايا عقدية ومن تلك المسائل الانحراف الذي وقع فيه كل من المرجئة والخوارج والمعتزلة في مسألة مرتكب الكبيرة في الآخرة واسم مرتكبها في الدنيا
محمد جلال القصاص - محمد جلال القصاص
حاصل على الدكتوراة في العلوم السياسية2021م - علاقات دولية. كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. جامعة القاهرة. بتقدير ممتاز.
حاصل على الماجستير من معهد البحوث والدراسات العربية_القاهرة2015 .بتقدير ممتاز.

يكتب في:
النقد الفكري، وخاصة الحركات الإسلامية.
الرد على شبهات المستشرقين ودعاة التنصير.
الأسرة والتعليم.
تأملات في معاني القرآن الكريم.

نشر له:
1.الكذاب اللئيم زكريا بطرس (ط2007).
2.مناقشة هادئة لإسلاميات عباس العقاد طبع 2009.
3.عمرو خالد- دراسة بحثية تحليلية نقدية مختصرة. طبع: 2011
4.أثر المشاركة السياسية في الفكر السلفي في مصر ط. 2017.)رسالة الماجستير).
5.نشر له مئات المقالات في موقع صيد الفوائد وطريق الإسلام.


❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الكذاب اللئيم زكريا بطرس / ج1 ❝ ❞ الكذاب اللئيم زكريا بطرس / ج2 ❝ ❞ قراءة في ( الحكم بغير ما أنزل الله ـ أحكامه وأحواله ) للشيخ / عبد الرحمن المحمود ❝ ❞ مناقشة هادئة لإسلاميات عباس محمود العقاد ❝ ❞ أثر المشاركة السياسية على الفكر السلفي في مصر ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❱
من كتب الفقه العام الفقه الإسلامي - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
قراءة في ( الحكم بغير ما أنزل الله ـ أحكامه وأحواله ) للشيخ / عبد الرحمن المحمود

يُعتبر الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أكبرَ مُخرجاً من الملّة في حالات معينة، وقد يكون كفراً أصغرَ في حالات أخرى، ومن الحالات التي يُعتبر فيها الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أكبرَ أن يُشرّعَ الحاكم شرائع لم ينزلها الله، ولم يأذن بها، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ).

فالله وحدَه هو صاحب الحق في التشريع، فمن نازعه هذا الحق فقد أشرك، كما يُعتبر الحكم بغير ما أنزل كفراً إذا اعتقد الحاكم بعدم أحقية حكم الله، وما جاء به نبيه، وجحد به، كما يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفراً إذا ساوى الحاكم بينه وبين حكم الله، أو فضّل بعضه، أو كلّه على حكم الله، أو جوّز الحكم بغير ما أنزل الله معتقداً أنّه له الخيار في الأخذ بحكم الله، أو تركه، ويكون الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أصغرَ، أو معصيةً كبيرةً إذا كان الحكم اتباعاً للهوى، مع اعتقاد الحاكم بغير ما أنزل الله أنّ الحق في شريعة الله وحكمه، وأنّ الواجب تطبيقها، والاحتكام إليها دون غيرها من الشرائع الوضعية، وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة، وما روي عن ابن عباس ومجاهد.

ترك الحكم بما أنزل الله
وصف الله جلّ وعلا في كتابه العزيز من لم يحكم بما أنزله من الشرائع والأحكام بأنّه من الكافرين، كما وصفهم كذلك بالظالمين، ثمّ الفاسقين، وقد اختلف المفسرون في تلك الأوصاف، فذهب بعض السلف إلى أنّها نزلت في أهل الكتاب، وقال آخرون بأنّها نزلت في عموم المخاطبين، ذلك أنّ العبرةَ بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب، وقيل كذلك إنّ مَن أنكر حكم الله، وجحده فهو كافر، بينما من اعتقد أنّه الحق، ولم يحكم به فهو ظالم، وأمّا من جهل حكم الله، وحكم بضده فهو فاسق، وذكر الألوسي أنّ أوصاف الكفر، والظلم، والفسق لا تخص أهل الكتاب فقط، وإنّما هي على العموم، وجاءت بحسب اختلاف سياق الآيات، فقد وصف أهل الكتاب بالكفر، بسبب أنّهم أنكروا حكم الله، ثمّ وُصِفوا بالظلم، لأنّهم وضعوا حكم الله في غير موضعه، ثمّ وُصِفوا بالفسق، لأنّهم خرجوا عن حكم الله تعالى.

مظاهر الحكم بغير ما أنزل الله
من المظاهر التي تدلّ على الحكم بغير ما أنزل الله نذكر:

إلغاء دور المحاكم الشرعية، أو حصر صلاحياتها ومهامها في الأمور المدنية فقط، مثل الزواج، والميراث، وغير ذلك.

تنحية الشريعة الإسلامية عن الحكم، واستبدالها بالقوانين الوضعية، أو جعلها مصدراً ثانوياً للتشريع، أو الاعتقاد بأولويتها في التشريع مع إجازة الاعتماد على غيرها، أو طرح أحكام الشريعة على الاستفتاء، مما يعني جواز رفض بعض أحكامها بزعم تبني رأي الأغلبية.

فكثيرا ما كنت أعرض لما عرض له شارح العقيدة الطحاوية من مسائل وقضايا عقدية ومن تلك المسائل الانحراف الذي وقع فيه كل من المرجئة والخوارج والمعتزلة في مسألة مرتكب الكبيرة في الآخرة واسم مرتكبها في الدنيا

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

يُعتبر الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أكبرَ مُخرجاً من الملّة في حالات معينة، وقد يكون كفراً أصغرَ في حالات أخرى، ومن الحالات التي يُعتبر فيها الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أكبرَ أن يُشرّعَ الحاكم شرائع لم ينزلها الله، ولم يأذن بها، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ). 

فالله وحدَه هو صاحب الحق في التشريع، فمن نازعه هذا الحق فقد أشرك، كما يُعتبر الحكم بغير ما أنزل كفراً إذا اعتقد الحاكم بعدم أحقية حكم الله، وما جاء به نبيه، وجحد به، كما يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفراً إذا ساوى الحاكم بينه وبين حكم الله، أو فضّل بعضه، أو كلّه على حكم الله، أو جوّز الحكم بغير ما أنزل الله معتقداً أنّه له الخيار في الأخذ بحكم الله، أو تركه، ويكون الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أصغرَ، أو معصيةً كبيرةً إذا كان الحكم اتباعاً للهوى، مع اعتقاد الحاكم بغير ما أنزل الله أنّ الحق في شريعة الله وحكمه، وأنّ الواجب تطبيقها، والاحتكام إليها دون غيرها من الشرائع الوضعية، وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة، وما روي عن ابن عباس ومجاهد.

ترك الحكم بما أنزل الله
وصف الله جلّ وعلا في كتابه العزيز من لم يحكم بما أنزله من الشرائع والأحكام بأنّه من الكافرين، كما وصفهم كذلك بالظالمين، ثمّ الفاسقين، وقد اختلف المفسرون في تلك الأوصاف، فذهب بعض السلف إلى أنّها نزلت في أهل الكتاب، وقال آخرون بأنّها نزلت في عموم المخاطبين، ذلك أنّ العبرةَ بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب، وقيل كذلك إنّ مَن أنكر حكم الله، وجحده فهو كافر، بينما من اعتقد أنّه الحق، ولم يحكم به فهو ظالم، وأمّا من جهل حكم الله، وحكم بضده فهو فاسق، وذكر الألوسي أنّ أوصاف الكفر، والظلم، والفسق لا تخص أهل الكتاب فقط، وإنّما هي على العموم، وجاءت بحسب اختلاف سياق الآيات، فقد وصف أهل الكتاب بالكفر، بسبب أنّهم أنكروا حكم الله، ثمّ وُصِفوا بالظلم، لأنّهم وضعوا حكم الله في غير موضعه، ثمّ وُصِفوا بالفسق، لأنّهم خرجوا عن حكم الله تعالى.

مظاهر الحكم بغير ما أنزل الله
من المظاهر التي تدلّ على الحكم بغير ما أنزل الله نذكر:

إلغاء دور المحاكم الشرعية، أو حصر صلاحياتها ومهامها في الأمور المدنية فقط، مثل الزواج، والميراث، وغير ذلك.

تنحية الشريعة الإسلامية عن الحكم، واستبدالها بالقوانين الوضعية، أو جعلها مصدراً ثانوياً للتشريع، أو الاعتقاد بأولويتها في التشريع مع إجازة الاعتماد على غيرها، أو طرح أحكام الشريعة على الاستفتاء، مما يعني جواز رفض بعض أحكامها بزعم تبني رأي الأغلبية.

فكثيرا ما كنت أعرض لما عرض له شارح العقيدة الطحاوية من مسائل وقضايا عقدية ومن تلك المسائل الانحراف الذي وقع فيه كل من المرجئة والخوارج والمعتزلة في مسألة مرتكب الكبيرة في الآخرة واسم مرتكبها في الدنيا



حجم الكتاب عند التحميل : 164 كيلوبايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة قراءة في  ( الحكم بغير ما أنزل الله ـ أحكامه وأحواله ) للشيخ / عبد الرحمن المحمود

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل قراءة في  ( الحكم بغير ما أنزل الله ـ أحكامه وأحواله ) للشيخ / عبد الرحمن المحمود
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمد جلال القصاص - Mohammed Jalal Al Qassas

كتب محمد جلال القصاص محمد جلال القصاص حاصل على الدكتوراة في العلوم السياسية2021م - علاقات دولية. كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. جامعة القاهرة. بتقدير ممتاز. حاصل على الماجستير من معهد البحوث والدراسات العربية_القاهرة2015 .بتقدير ممتاز. يكتب في: النقد الفكري، وخاصة الحركات الإسلامية. الرد على شبهات المستشرقين ودعاة التنصير. الأسرة والتعليم. تأملات في معاني القرآن الكريم. نشر له: 1.الكذاب اللئيم زكريا بطرس (ط2007). 2.مناقشة هادئة لإسلاميات عباس العقاد طبع 2009. 3.عمرو خالد- دراسة بحثية تحليلية نقدية مختصرة. طبع: 2011 4.أثر المشاركة السياسية في الفكر السلفي في مصر ط. 2017.)رسالة الماجستير). 5.نشر له مئات المقالات في موقع صيد الفوائد وطريق الإسلام. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الكذاب اللئيم زكريا بطرس / ج1 ❝ ❞ الكذاب اللئيم زكريا بطرس / ج2 ❝ ❞ قراءة في ( الحكم بغير ما أنزل الله ـ أحكامه وأحواله ) للشيخ / عبد الرحمن المحمود ❝ ❞ مناقشة هادئة لإسلاميات عباس محمود العقاد ❝ ❞ أثر المشاركة السياسية على الفكر السلفي في مصر ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❱. المزيد..

كتب محمد جلال القصاص