❞ رواية الأم الكبيرة ❝  ⏤ جابرييل جارسيا ماركيز

❞ رواية الأم الكبيرة ❝ ⏤ جابرييل جارسيا ماركيز

تتكون هذه المجموعة التي بين أيدينا لـ"جابريل جارسيا ماركيز" من ثماني قصص مختلفة الطول كتبها المؤلف جميعاً عام 1962 وهي: قيلولة يوم الثلاثاء: هي قصة امرأة فقيرة تستقل القطار مع ابنتها العنيدة لتزور قبر ابنها الوحيد الذي قتل منذ أسبوع في بلدة غير تلك التي يعيش فيها ثلاثتهم، (وقد قتل هذا الابن وهو يحاول تحت جمح الظلام أن يفتح بوابة بيت سيدة غنية اسمها "ربيكا" بقصد السرقة برصاصة أطلقتها عليه هذه السيدة.
يوم من هذه الأيام: هذه الأقصوصة تصف زيارة يقوم بها عمدة بلدة كولومبية إلى عيادة طبيب أسنان ليخلع له الطبيب ضرس العقل الذي يؤلمه منذ خمسة أيام. ويقول المؤلف في هذه القصة: إن طبيب الأسنان لا يحمل شهادة، ويصف العيادة فيقول: إنها عيادة فقيرة، سقفها متهدم. ويصف المؤلف كذلك ألم الضرس المبرح الذي يجعل حياة العمدة جحيماً واستعدادات طبيب الأسنان لخلع الضرس ثم عملية الخلع ذاتها وما سببه للعمدة من ألم شديد، لأنها تمت بدون تخدير.
على أن ما أراد المؤلف أن يقوله في القصة ليس في الواقع وصف العيادة، ولا ظروف عملية خلع الضرس، وإنما شيء أخطر من ذلك بكثير.
لقد أراد أن يسجل أولاً أن العمدة قتل -في ممارسته لسلطته- عشرين شخصاً. وأراد المؤلف أن يسجل ثانياً أسف هذا الحاكم الذي يهدد بأنه سيطلق الرصاص على طبيب الأسنان إن لم يخلع له ضرسه. هذا الجو الذي يضطر شخصاً مدنياً مسالماً مثل طبيب الأسنان إلى الاحتفاظ في درج مكتبة بمسدس يدافع به عن نفسه إذا تعرضت حياته للخطر في هذه البلدة التي يقتل الناس فيها لأوهى الأسباب.
أما قصة "ليس في هذه القرية لصوص: فهي قصة صعلوك شاب اسمه "دامازو"، يعيش في بلدة صغيرة ليس له من المؤهلات سوى وسامته وأناقته وعينيه الجميلتين. وقد تزوج من امرأة تشتغل بغسل الملابس وكيها، وهي تنفق عليه، وخطر لدامازو أن يسرق "صالون البلياردو" الذي كان يتردد عليه، فكسر قفل باب الصالون ليلاً، ثم تسلل إلى داخله وفتح درج الخزانة، ولكن لم يجد فيها شيئاً. ولكيلا يئوب من الغنيمة بالإياب سرق كرات البلياردو الثلاث وأخفاها في حفرة في بيته، تحت الفراش. وبحثت الشرطة عن سارق الكرات، ثم قبضت على زنجي من غير سكان البلدة وأوسعته ضرباً، ثم رحلته إلى مدينة أخرى وذات ليلة عاد "دامازو" إلى بيته وقد لعبت الخمر برأسه، وأخرج الكرات من مخبئها وذهب إلى صالون البلياردو" وكسر القفل الذي وضعوه مكان القفل القديم ودخل إلى الصالون وتهيأ ليضع الكرات مكانها وإذا بصاحب الصالون الذي كان نائماً فيه يوقد النور ويفاجئه، ويتهمه بسرقة 200"بيزو" علاوة على الكرات البلياردو.
وأهم شيء أراد المؤلف إبرازه في هذه القصة هو عسف السلطة وفسادها.
وتروي قصة بلتزار العجيبة: قصة نجار رقيق الحال اسمه "بلتزار" طلب منه ابن رجل غني اسمه "خوزيه مونتييل" أن يصنع له قفصاً كبيراً، وصنع بلتزار القفص، وتفنن في صنعه، وذهب إلى بيت "مونتييل" ولكن هذا الأخير رفض أن يشتري القفص، ولام بلتزار لأنه نفذ طلب ابنه بدون أن يرجع إليه.
وجاءت قصة أرملة مونتييل: هذه القصة إن جاز أن نصفها بهذا الوصف -لتكمل القصة السابقة وقد أطلق المؤلف عليها اسم "أرملة مونتييل" وكان بإمكانه أن يسميها "ثروة مونتييل" فإن محورها في الواقع هو هذه الثروة: كيف تكونت، وما الذي ترتب على جمعها فيما يتعلق بأسرة صاحبها وبالمجتمع الذي يحيط به، وما آلت غليه، وأحوال أرملة صاحبها بعد وفاة زوجها.
أما قصة يوم بعد يوم السبت: فتثير لدى القارئ عدة تساؤلات: أهي من القصص الخرافية التي كان مركيز يسمعها من قريباته ومن خادمات بيت جده الهنديات الحمر وهو حفيد؟ أن هي قصة مستلهمة من الكتاب المقدس الذي يتحدث عن بلاد ابتلى الناس فيها بالضفادع والجراد والقمل؟ أم هي قصة متأثرة بفيلم "هتشكوك" الذي تغير فيه أسراب من الطيور المتوحشة على إحدى المدن الأمريكية الصغيرة؟ أن هي ترمز إلى شيء آخر!
أما قصة "زهور صناعية": فمن المحتمل أن تكون في خطوطها العريضة على الأقل قد بنيت على واقعة حقيقية شاهدها المؤلف وهو طفل في بيت جده لأمه، الذي كانت تعيش فيه جدته الكفيفة مع بناتها، والذي كانت تفد إليه قريبات كثيرات. وهي قصة فتاة وجدتها الكفيفة، و تكمن طرافة القصة أساساً في أن بين الفتاة والجدة ما يشبه الصراع.
وأخيراً تأتي قصة جنازة الأم الكبيرة: وهي قصة أشبه بالأحلام، أو بالأساطير، وهي قصة ليس في أحداثها من الواقع شيء، وإن كانت خلفيتها تعد واقعاً حقيقياً، وهي كالأساطير والأحلام، وتلغى فروق الزمان والمكان في مجرى الأحداث، كما لا تتقيد بطبيعة الأشياء، فتجمع بين المتناقضات، أو تربط بين أمور لا يربط بينها رباط، وتتخطى المسافات والأحجام، وتعمد إلى التهويل والمبالغة، وتجافي المنطق، وتطلق العنان للخيال.
وقد أراد المؤلف أن يعبر فيها عن فكرة أساسية، هي أن في كولومبيا -وفي البلاد التي تشببهها -تحالفاً بين الأثرياء والحكومة من جهة، وبينهم وبين الكنيسة من جهة أخرى، وذلك بغض النظر عن مدى التزامهم- أي الأثرياء بالواجب الوطني، وبأحكام القانون والدين والأخلاق.
جابرييل جارسيا ماركيز - غابرييل خوسيه دي لا كونكورديا غارثيا ماركيث (بالإسبانية: Gabriel García Márquez)‏ تلفظ بالإسبانية: ‎/ɡaˈβɾjel ɣaɾˈsi.a ˈmaɾkes/‏ استماع (معلومات) (6 مارس 1927 - 17 ابريل 2014)، يعرف اختصارًا باسم غابرييل غارثيا ماركيث أو غابرييل غارسيا ماركيز، روائي وصحفي وناشر وناشط سياسي كولومبي ولد في أراكاتاكا، ماجدالينا في كولومبيا في 6 مارس 1927، قضى معظم حياته في المكسيك وأوروبا.

وتضاربت الأقاويل حول تاريخ ميلاده هل كان في عام 1927 أو 1928 إلا أن الكاتب نفسه أعلن في كتابه عشت لأروي عام 2002 عن تاريخ مولده عام 1927. يعرف غارثيا ماركيث عائليًا وبين أصدقائه بلقب غابيتو، فيما لقبه إدواردو ثالاميا بوردا، مساعد رئيس التحرير صحيفة الإسبكتادور، باسم غابو، بعد حذف المقطع الأخير.

ويعد غارثيا ماركيث من أشهر كتاب الواقعية العجائبية، فيما يعد عمله مئة عام من العزلة هو الأكثر تمثيلًا لهذا النوع الأدبي. وبعد النجاح الكبير الذي لاقته الراوية، فإنه تم تعميم هذا المصطلح على الكتابات الأدبية بدءًا من سبعينات القرن الماضي.

وفي عام 2007، أصدرت كل من الأكاديمية الملكية الإسبانية ورابطة أكاديميات اللغة الإسبانية طبعة شعبية تذكارية من الرواية، باعتبارها جزءًا من الكلاسيكيات العظيمة الناطقة بالإسبانية في كل العصور. وتم مراجعة وتنقيح النص من جانب غابرييل غارثيا ماركيث شخصيًا.

وتميز غارثيا ماركيث بعبقرية أسلوبه ككاتب وموهبته في تناول الأفكار السياسية. وقد تسببت صداقته مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في الكثير من الجدل في عالم الأدب والسياسة.

وعلى الرغم من امتلاك غابرييل غارثيا ماركيث مسكنًا في باريس وبوغوتا وقرطاجنة دي إندياس، إلا أنه قضى معظم حياته في مسكنه في المكسيك واستقر فيه بدءًا من فترة الستينات.
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مئة عام من العزلة ❝ ❞ الجنرال في المتاهة ❝ ❞ قصص ضائعة ❝ ❞ اثنتا عشرة قصة قصيرة مهاجرة ❝ ❞ سرد أحداث موت معلن ❝ ❞ كيف تكتب الرواية ❝ ❞ مهمة سرية في التشيلي ❝ ❞ خبر اختطاف ❝ ❞ قصة موت معلن ❝ الناشرين : ❞ الهيئة المصرية العامة للكتاب ❝ ❞ الدار المصرية اللبنانية ❝ ❞ المدى للإعلام والثقافة والفنون ❝ ❞ مدبولي ❝ ❞ المجلس الأعلى للثقافة ❝ ❞ دار العودة ❝ ❞ الأهالي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار أزمنة ، عمان الأردن ❝ ❞ دار روايات 2 ❝ ❞ طوي للنشر والاعلام ❝ ❞ المركز القومي للسينما ❝ ❱
من روايات وقصص عالمية - مكتبة القصص والروايات والمجلّات.

نبذة عن الكتاب:
الأم الكبيرة

1962م - 1445هـ
تتكون هذه المجموعة التي بين أيدينا لـ"جابريل جارسيا ماركيز" من ثماني قصص مختلفة الطول كتبها المؤلف جميعاً عام 1962 وهي: قيلولة يوم الثلاثاء: هي قصة امرأة فقيرة تستقل القطار مع ابنتها العنيدة لتزور قبر ابنها الوحيد الذي قتل منذ أسبوع في بلدة غير تلك التي يعيش فيها ثلاثتهم، (وقد قتل هذا الابن وهو يحاول تحت جمح الظلام أن يفتح بوابة بيت سيدة غنية اسمها "ربيكا" بقصد السرقة برصاصة أطلقتها عليه هذه السيدة.
يوم من هذه الأيام: هذه الأقصوصة تصف زيارة يقوم بها عمدة بلدة كولومبية إلى عيادة طبيب أسنان ليخلع له الطبيب ضرس العقل الذي يؤلمه منذ خمسة أيام. ويقول المؤلف في هذه القصة: إن طبيب الأسنان لا يحمل شهادة، ويصف العيادة فيقول: إنها عيادة فقيرة، سقفها متهدم. ويصف المؤلف كذلك ألم الضرس المبرح الذي يجعل حياة العمدة جحيماً واستعدادات طبيب الأسنان لخلع الضرس ثم عملية الخلع ذاتها وما سببه للعمدة من ألم شديد، لأنها تمت بدون تخدير.
على أن ما أراد المؤلف أن يقوله في القصة ليس في الواقع وصف العيادة، ولا ظروف عملية خلع الضرس، وإنما شيء أخطر من ذلك بكثير.
لقد أراد أن يسجل أولاً أن العمدة قتل -في ممارسته لسلطته- عشرين شخصاً. وأراد المؤلف أن يسجل ثانياً أسف هذا الحاكم الذي يهدد بأنه سيطلق الرصاص على طبيب الأسنان إن لم يخلع له ضرسه. هذا الجو الذي يضطر شخصاً مدنياً مسالماً مثل طبيب الأسنان إلى الاحتفاظ في درج مكتبة بمسدس يدافع به عن نفسه إذا تعرضت حياته للخطر في هذه البلدة التي يقتل الناس فيها لأوهى الأسباب.
أما قصة "ليس في هذه القرية لصوص: فهي قصة صعلوك شاب اسمه "دامازو"، يعيش في بلدة صغيرة ليس له من المؤهلات سوى وسامته وأناقته وعينيه الجميلتين. وقد تزوج من امرأة تشتغل بغسل الملابس وكيها، وهي تنفق عليه، وخطر لدامازو أن يسرق "صالون البلياردو" الذي كان يتردد عليه، فكسر قفل باب الصالون ليلاً، ثم تسلل إلى داخله وفتح درج الخزانة، ولكن لم يجد فيها شيئاً. ولكيلا يئوب من الغنيمة بالإياب سرق كرات البلياردو الثلاث وأخفاها في حفرة في بيته، تحت الفراش. وبحثت الشرطة عن سارق الكرات، ثم قبضت على زنجي من غير سكان البلدة وأوسعته ضرباً، ثم رحلته إلى مدينة أخرى وذات ليلة عاد "دامازو" إلى بيته وقد لعبت الخمر برأسه، وأخرج الكرات من مخبئها وذهب إلى صالون البلياردو" وكسر القفل الذي وضعوه مكان القفل القديم ودخل إلى الصالون وتهيأ ليضع الكرات مكانها وإذا بصاحب الصالون الذي كان نائماً فيه يوقد النور ويفاجئه، ويتهمه بسرقة 200"بيزو" علاوة على الكرات البلياردو.
وأهم شيء أراد المؤلف إبرازه في هذه القصة هو عسف السلطة وفسادها.
وتروي قصة بلتزار العجيبة: قصة نجار رقيق الحال اسمه "بلتزار" طلب منه ابن رجل غني اسمه "خوزيه مونتييل" أن يصنع له قفصاً كبيراً، وصنع بلتزار القفص، وتفنن في صنعه، وذهب إلى بيت "مونتييل" ولكن هذا الأخير رفض أن يشتري القفص، ولام بلتزار لأنه نفذ طلب ابنه بدون أن يرجع إليه.
وجاءت قصة أرملة مونتييل: هذه القصة إن جاز أن نصفها بهذا الوصف -لتكمل القصة السابقة وقد أطلق المؤلف عليها اسم "أرملة مونتييل" وكان بإمكانه أن يسميها "ثروة مونتييل" فإن محورها في الواقع هو هذه الثروة: كيف تكونت، وما الذي ترتب على جمعها فيما يتعلق بأسرة صاحبها وبالمجتمع الذي يحيط به، وما آلت غليه، وأحوال أرملة صاحبها بعد وفاة زوجها.
أما قصة يوم بعد يوم السبت: فتثير لدى القارئ عدة تساؤلات: أهي من القصص الخرافية التي كان مركيز يسمعها من قريباته ومن خادمات بيت جده الهنديات الحمر وهو حفيد؟ أن هي قصة مستلهمة من الكتاب المقدس الذي يتحدث عن بلاد ابتلى الناس فيها بالضفادع والجراد والقمل؟ أم هي قصة متأثرة بفيلم "هتشكوك" الذي تغير فيه أسراب من الطيور المتوحشة على إحدى المدن الأمريكية الصغيرة؟ أن هي ترمز إلى شيء آخر!
أما قصة "زهور صناعية": فمن المحتمل أن تكون في خطوطها العريضة على الأقل قد بنيت على واقعة حقيقية شاهدها المؤلف وهو طفل في بيت جده لأمه، الذي كانت تعيش فيه جدته الكفيفة مع بناتها، والذي كانت تفد إليه قريبات كثيرات. وهي قصة فتاة وجدتها الكفيفة، و تكمن طرافة القصة أساساً في أن بين الفتاة والجدة ما يشبه الصراع.
وأخيراً تأتي قصة جنازة الأم الكبيرة: وهي قصة أشبه بالأحلام، أو بالأساطير، وهي قصة ليس في أحداثها من الواقع شيء، وإن كانت خلفيتها تعد واقعاً حقيقياً، وهي كالأساطير والأحلام، وتلغى فروق الزمان والمكان في مجرى الأحداث، كما لا تتقيد بطبيعة الأشياء، فتجمع بين المتناقضات، أو تربط بين أمور لا يربط بينها رباط، وتتخطى المسافات والأحجام، وتعمد إلى التهويل والمبالغة، وتجافي المنطق، وتطلق العنان للخيال.
وقد أراد المؤلف أن يعبر فيها عن فكرة أساسية، هي أن في كولومبيا -وفي البلاد التي تشببهها -تحالفاً بين الأثرياء والحكومة من جهة، وبينهم وبين الكنيسة من جهة أخرى، وذلك بغض النظر عن مدى التزامهم- أي الأثرياء بالواجب الوطني، وبأحكام القانون والدين والأخلاق. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

تتكون هذه المجموعة التي بين أيدينا لـ"جابريل جارسيا ماركيز" من ثماني قصص مختلفة الطول كتبها المؤلف جميعاً عام 1962 وهي: قيلولة يوم الثلاثاء: هي قصة امرأة فقيرة تستقل القطار مع ابنتها العنيدة لتزور قبر ابنها الوحيد الذي قتل منذ أسبوع في بلدة غير تلك التي يعيش فيها ثلاثتهم، (وقد قتل هذا الابن وهو يحاول تحت جمح الظلام أن يفتح بوابة بيت سيدة غنية اسمها "ربيكا" بقصد السرقة برصاصة أطلقتها عليه هذه السيدة.
يوم من هذه الأيام: هذه الأقصوصة تصف زيارة يقوم بها عمدة بلدة كولومبية إلى عيادة طبيب أسنان ليخلع له الطبيب ضرس العقل الذي يؤلمه منذ خمسة أيام. ويقول المؤلف في هذه القصة: إن طبيب الأسنان لا يحمل شهادة، ويصف العيادة فيقول: إنها عيادة فقيرة، سقفها متهدم. ويصف المؤلف كذلك ألم الضرس المبرح الذي يجعل حياة العمدة جحيماً واستعدادات طبيب الأسنان لخلع الضرس ثم عملية الخلع ذاتها وما سببه للعمدة من ألم شديد، لأنها تمت بدون تخدير.
على أن ما أراد المؤلف أن يقوله في القصة ليس في الواقع وصف العيادة، ولا ظروف عملية خلع الضرس، وإنما شيء أخطر من ذلك بكثير.
لقد أراد أن يسجل أولاً أن العمدة قتل -في ممارسته لسلطته- عشرين شخصاً. وأراد المؤلف أن يسجل ثانياً أسف هذا الحاكم الذي يهدد بأنه سيطلق الرصاص على طبيب الأسنان إن لم يخلع له ضرسه. هذا الجو الذي يضطر شخصاً مدنياً مسالماً مثل طبيب الأسنان إلى الاحتفاظ في درج مكتبة بمسدس يدافع به عن نفسه إذا تعرضت حياته للخطر في هذه البلدة التي يقتل الناس فيها لأوهى الأسباب.
أما قصة "ليس في هذه القرية لصوص: فهي قصة صعلوك شاب اسمه "دامازو"، يعيش في بلدة صغيرة ليس له من المؤهلات سوى وسامته وأناقته وعينيه الجميلتين. وقد تزوج من امرأة تشتغل بغسل الملابس وكيها، وهي تنفق عليه، وخطر لدامازو أن يسرق "صالون البلياردو" الذي كان يتردد عليه، فكسر قفل باب الصالون ليلاً، ثم تسلل إلى داخله وفتح درج الخزانة، ولكن لم يجد فيها شيئاً. ولكيلا يئوب من الغنيمة بالإياب سرق كرات البلياردو الثلاث وأخفاها في حفرة في بيته، تحت الفراش. وبحثت الشرطة عن سارق الكرات، ثم قبضت على زنجي من غير سكان البلدة وأوسعته ضرباً، ثم رحلته إلى مدينة أخرى وذات ليلة عاد "دامازو" إلى بيته وقد لعبت الخمر برأسه، وأخرج الكرات من مخبئها وذهب إلى صالون البلياردو" وكسر القفل الذي وضعوه مكان القفل القديم ودخل إلى الصالون وتهيأ ليضع الكرات مكانها وإذا بصاحب الصالون الذي كان نائماً فيه يوقد النور ويفاجئه، ويتهمه بسرقة 200"بيزو" علاوة على الكرات البلياردو.
وأهم شيء أراد المؤلف إبرازه في هذه القصة هو عسف السلطة وفسادها.
وتروي قصة بلتزار العجيبة: قصة نجار رقيق الحال اسمه "بلتزار" طلب منه ابن رجل غني اسمه "خوزيه مونتييل" أن يصنع له قفصاً كبيراً، وصنع بلتزار القفص، وتفنن في صنعه، وذهب إلى بيت "مونتييل" ولكن هذا الأخير رفض أن يشتري القفص، ولام بلتزار لأنه نفذ طلب ابنه بدون أن يرجع إليه.
وجاءت قصة أرملة مونتييل: هذه القصة إن جاز أن نصفها بهذا الوصف -لتكمل القصة السابقة وقد أطلق المؤلف عليها اسم "أرملة مونتييل" وكان بإمكانه أن يسميها "ثروة مونتييل" فإن محورها في الواقع هو هذه الثروة: كيف تكونت، وما الذي ترتب على جمعها فيما يتعلق بأسرة صاحبها وبالمجتمع الذي يحيط به، وما آلت غليه، وأحوال أرملة صاحبها بعد وفاة زوجها.
أما قصة يوم بعد يوم السبت: فتثير لدى القارئ عدة تساؤلات: أهي من القصص الخرافية التي كان مركيز يسمعها من قريباته ومن خادمات بيت جده الهنديات الحمر وهو حفيد؟ أن هي قصة مستلهمة من الكتاب المقدس الذي يتحدث عن بلاد ابتلى الناس فيها بالضفادع والجراد والقمل؟ أم هي قصة متأثرة بفيلم "هتشكوك" الذي تغير فيه أسراب من الطيور المتوحشة على إحدى المدن الأمريكية الصغيرة؟ أن هي ترمز إلى شيء آخر!
أما قصة "زهور صناعية": فمن المحتمل أن تكون في خطوطها العريضة على الأقل قد بنيت على واقعة حقيقية شاهدها المؤلف وهو طفل في بيت جده لأمه، الذي كانت تعيش فيه جدته الكفيفة مع بناتها، والذي كانت تفد إليه قريبات كثيرات. وهي قصة فتاة وجدتها الكفيفة، و تكمن طرافة القصة أساساً في أن بين الفتاة والجدة ما يشبه الصراع.
وأخيراً تأتي قصة جنازة الأم الكبيرة: وهي قصة أشبه بالأحلام، أو بالأساطير، وهي قصة ليس في أحداثها من الواقع شيء، وإن كانت خلفيتها تعد واقعاً حقيقياً، وهي كالأساطير والأحلام، وتلغى فروق الزمان والمكان في مجرى الأحداث، كما لا تتقيد بطبيعة الأشياء، فتجمع بين المتناقضات، أو تربط بين أمور لا يربط بينها رباط، وتتخطى المسافات والأحجام، وتعمد إلى التهويل والمبالغة، وتجافي المنطق، وتطلق العنان للخيال.
وقد أراد المؤلف أن يعبر فيها عن فكرة أساسية، هي أن في كولومبيا -وفي البلاد التي تشببهها -تحالفاً بين الأثرياء والحكومة من جهة، وبينهم وبين الكنيسة من جهة أخرى، وذلك بغض النظر عن مدى التزامهم- أي الأثرياء بالواجب الوطني، وبأحكام القانون والدين والأخلاق.



سنة النشر : 1962م / 1382هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 6 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الأم الكبيرة

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الأم الكبيرة
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
جابرييل جارسيا ماركيز - Gabriel Garcia Marquez

كتب جابرييل جارسيا ماركيز غابرييل خوسيه دي لا كونكورديا غارثيا ماركيث (بالإسبانية: Gabriel García Márquez)‏ تلفظ بالإسبانية: ‎/ɡaˈβɾjel ɣaɾˈsi.a ˈmaɾkes/‏ استماع (معلومات) (6 مارس 1927 - 17 ابريل 2014)، يعرف اختصارًا باسم غابرييل غارثيا ماركيث أو غابرييل غارسيا ماركيز، روائي وصحفي وناشر وناشط سياسي كولومبي ولد في أراكاتاكا، ماجدالينا في كولومبيا في 6 مارس 1927، قضى معظم حياته في المكسيك وأوروبا. وتضاربت الأقاويل حول تاريخ ميلاده هل كان في عام 1927 أو 1928 إلا أن الكاتب نفسه أعلن في كتابه عشت لأروي عام 2002 عن تاريخ مولده عام 1927. يعرف غارثيا ماركيث عائليًا وبين أصدقائه بلقب غابيتو، فيما لقبه إدواردو ثالاميا بوردا، مساعد رئيس التحرير صحيفة الإسبكتادور، باسم غابو، بعد حذف المقطع الأخير. ويعد غارثيا ماركيث من أشهر كتاب الواقعية العجائبية، فيما يعد عمله مئة عام من العزلة هو الأكثر تمثيلًا لهذا النوع الأدبي. وبعد النجاح الكبير الذي لاقته الراوية، فإنه تم تعميم هذا المصطلح على الكتابات الأدبية بدءًا من سبعينات القرن الماضي. وفي عام 2007، أصدرت كل من الأكاديمية الملكية الإسبانية ورابطة أكاديميات اللغة الإسبانية طبعة شعبية تذكارية من الرواية، باعتبارها جزءًا من الكلاسيكيات العظيمة الناطقة بالإسبانية في كل العصور. وتم مراجعة وتنقيح النص من جانب غابرييل غارثيا ماركيث شخصيًا. وتميز غارثيا ماركيث بعبقرية أسلوبه ككاتب وموهبته في تناول الأفكار السياسية. وقد تسببت صداقته مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في الكثير من الجدل في عالم الأدب والسياسة. وعلى الرغم من امتلاك غابرييل غارثيا ماركيث مسكنًا في باريس وبوغوتا وقرطاجنة دي إندياس، إلا أنه قضى معظم حياته في مسكنه في المكسيك واستقر فيه بدءًا من فترة الستينات.❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مئة عام من العزلة ❝ ❞ الجنرال في المتاهة ❝ ❞ قصص ضائعة ❝ ❞ اثنتا عشرة قصة قصيرة مهاجرة ❝ ❞ سرد أحداث موت معلن ❝ ❞ كيف تكتب الرواية ❝ ❞ مهمة سرية في التشيلي ❝ ❞ خبر اختطاف ❝ ❞ قصة موت معلن ❝ الناشرين : ❞ الهيئة المصرية العامة للكتاب ❝ ❞ الدار المصرية اللبنانية ❝ ❞ المدى للإعلام والثقافة والفنون ❝ ❞ مدبولي ❝ ❞ المجلس الأعلى للثقافة ❝ ❞ دار العودة ❝ ❞ الأهالي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار أزمنة ، عمان الأردن ❝ ❞ دار روايات 2 ❝ ❞ طوي للنشر والاعلام ❝ ❞ المركز القومي للسينما ❝ ❱. المزيد..

كتب جابرييل جارسيا ماركيز
الناشر:
الدار المصرية اللبنانية
كتب الدار المصرية اللبنانية تأسست الدار المصرية اللبنانية عام 1985 وهي من دور النشر المعروفة في مصر والعالم العربي والتي تتبنى نشر أهم الأعمال مما جعلها تحتل مكانة عالية في عقول وقلوب قرائها. تهدف المصرية اللبنانية إلى التحول إلى واحدة من أهم سلاسل المكتبات في مصر من خلال فروعها أو موقعها على شبكة الإنترنت ، والتي تحاول دائمًا تقديم أهم وأشهر أعمال دور النشر المختلفة. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ كلام ابيح جداّ ❝ ❞ طه حسين فى الشعر الجاهلى ❝ ❞ ممتلئ بالفراغ ❝ ❞ احلام ممنوعة ❝ ❞ فن قراءة العقول ❝ ❞ أنا الخائن ❝ ❞ قصص الانبياء بالعاميه ❝ ❞ النجاح والسعادة بين الحظ والذكاء حياتك من الفشل النجاح ❝ ❞ تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات لـ دكتور ❝ ❞ دراسات في الشعر العربي ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ❝ ❞ موريس لوبلان ❝ ❞ جلال الدين السيوطي ❝ ❞ عماد رشاد عثمان ❝ ❞ نجيب محفوظ ❝ ❞ طه حسين ❝ ❞ هنريك فيكسيوس ❝ ❞ زاهى حواس ❝ ❞ احمد مراد ❝ ❞ جابرييل جارسيا ماركيز ❝ ❞ عبدالوهاب مطاوع ❝ ❞ هبة عبد الله أحمد ❝ ❞ محمد حسين هيكل ❝ ❞ شريف عرفة ❝ ❞ نور عبد المجيد ❝ ❞ مجدي مصطفي ❝ ❞ خيري شلبي ❝ ❞ دين برنيت ❝ ❞ نهى داود ❝ ❞ عبد التواب يوسف ❝ ❞ ناتالى م. روزنيسكى ❝ ❞ حسن عماد مكاوي ❝ ❞ عصام يوسف ❝ ❞ شيماء الجمال ❝ ❞ آلان وباربرا بييز ❝ ❞ إحسان عبد القدوس ❝ ❞ ميرنا المهدي ❝ ❞ ميجان دي باير ❝ ❞ يوسف معاطي ❝ ❞ أشرف العشماوي ❝ ❞ عمرو الجندي ❝ ❞ نهى زهرة ❝ ❞ سلمى لاجرلوف ❝ ❞ محمد فتحي عثمان ❝ ❞ جون أكاف ❝ ❞ إبراهيم أحمد عيسى ❝ ❞ يوسف الشريف ❝ ❞ رولا خرسا ❝ ❞ عز الدين شكري فشير ❝ ❞ إبراهيم الكوني ❝ ❞ مصطفى النشار ❝ ❞ هشام الخشن ❝ ❞ أندريه جيد ❝ ❞ هانس كريستيان أندرسن ❝ ❞ عز الدين شكري ❝ ❞ طالب الرفاعي ❝ ❞ عبد الرحمن شكري ❝ ❞ أشرف الخمايسى ❝ ❞ يوسف معاطى ❝ ❞ محمد بن علي الحكيم الترمذي ❝ ❞ سيد صديق عبد الفتاح ❝ ❞ روجيه مارتن دوجار ❝ ❞ عمرو العادلي ❝ ❞ انعام كجه جى ❝ ❞ سونيا ليوبو ميرسكي ❝ ❞ سناء البيسي ❝ ❞ مارك بوكانان ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ رشا سمير ❝ ❞ حسن شحاتة وزينب النجار ❝ ❞ كمال رحيم ❝ ❞ د. محمد إبراهيم الفيومى ❝ ❞ عبد السلام بنعبد العالى ❝ ❞ حسن شحاتة أحمد طاهر حسنين ❝ ❞ أحمد القرملاوي ❝ ❞ خالد منتصر ❝ ❞ طارق إمام ❝ ❞ محمد كامل عبد الصمد ❝ ❞ مصطفى الشكعة ❝ ❞ نهلة كرم ❝ ❞ محمد محي ❝ ❞ مكاوي سعيد ❝ ❞ إبراهيم عبد المجيد ❝ ❞ مختار السويفى ❝ ❞ عزت القمحاوي ❝ ❞ د ربيع حامد خليفة ❝ ❞ محمد فؤاد عيسي ❝ ❞ أسامة غريب ❝ ❞ ان فولك ❝ ❞ أحمد حسين أبو الرجال ❝ ❞ جمال أبو الحسن ❝ ❞ بولا هوكينز ❝ ❞ جوليا سامسون ❝ ❞ د. أحمد علي المجدوب ❝ ❞ د. جمال الخولى ❝ ❞ نادين جورديمر ❝ ❞ مصطفي عبيد ❝ ❞ ميرنا الهلباوي ❝ ❞ السيد السيد النشار ❝ ❞ حجاج حسن محمد ❝ ❞ نجيب ساويرس ❝ ❞ فادي زويل ❝ ❞ بيبرس المنصوري الدوادار ❝ ❞ د. عبد الحميد صالح حمدان ❝ ❞ ضحى عاصي ❝ ❞ سليمان الشيخ ❝ ❞ ريم نجمي ❝ ❞ سيريل الدريد ❝ ❞ يوسف عز الدين عيسى ❝ ❞ خالد عزب ❝ ❞ محمد توفيق ❝ ❞ عادل عصمت ❝ ❞ د. عبد الهادى محمد رضا محبوبة ❝ ❞ أسماء عرفة ❝ ❞ أناتول فرانس ❝ ❞ جون شتاينبك ❝ ❞ رشا عبد الله ❝ ❞ سيدنى سميث ❝ ❞ يحيى ذكري ❝ ❞ رشا سمير و هشام الخشن ❝ ❞ أحمد رجب محمد علي ❝ ❞ محمد جمال الدين مختار ❝ ❞ يوسف نوفل ❝ ❞ هالة البدري ❝ ❞ ستيفن بوكيت ❝ ❞ شريف شعبان ❝ ❞ فتحي المسكيني ❝ ❞ عادل أسعد الميري ❝ ❞ مي التلمساني ❝ ❞ ناصر عراق ❝ ❞ نبيلة السيد ❝ ❞ مهدي مبارك ❝ ❞ ميرام خميس ❝ ❞ هدي أنور ❝ ❞ فيصل دراج ❝ ❞ شهرت العالم ❝ ❞ آلاء سعد ❝ ❞ يوسف فرنسيس ❝ ❞ عبد الجبار ناصر ❝ ❞ وسيم السيسي ❝ ❞ إبراهيم سند أحمد ❝ ❞ عائشة سلطان ❝ ❱.المزيد.. كتب الدار المصرية اللبنانية